الحركة العلمية في كربلاء

المولف : السيد فاضل الحسيني الميلاني

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم
* ألقيت في ندوة (كربلاء ودورها الحضاري) التي انعقدت في قاعة الكوفة بلندن بتاريخ 11 ذي القعدة 1416 هـ، 31/3/1996
حين نتحدث عن الحركة العلمية في أي مركز من المراكز الدينية عند الإمامية فإن البحث يرتبط تلقائياً بالمرجعية الدينية التي قامت على أساس النيابة العامة عن الإمام المهدي (عج). فإن مهام المرجع العلمية لا تنفك عن مهامه الإدارية وهي تتمثل في:
1- إدارة شؤون التعليم الديني في مركزه الرئيسي، وفي المراكز التابعة له.
2- قيامه بإلقاء المحاضرات العلمية في أعلى مستوياتها في مجال الفقه وأصوله والعقائد والتفسير، وعقد المجالس الأسبوعية للمناظرات والأمالي.
3- تعيين القضاة وإيفاد الممثلين، ونصب الحكّام أحياناً.
4- الإجابة عن الأسئلة والإستفسارات.
5- صرف الرواتب الشهرية على الأساتذة والطلبة.
6- تشييد المدارس لدراسة الطلاب وسكنهم.
7- بناء المكتبات العامة، والمستشفيات، ودور الأيتام وسائر المرافق الإجتماعية ذات المنفعة العامة.
من هذا نفهم أن الحركة العلمية في المراكز الإمامية مرتبطة بالمرجعية، وهذه بدورها تتلخص في الأبوّة العلمية والروحية معاً.
هذه الظاهرة الفريدة ابتدأت بالشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري المتوفى 413هـ، واستمرت بعده على يد السيد المرتضى، فالشيخ الطوسي من بعد المرتضى، وانتقلت من عالم فذ إلى فقيه نحرير جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلى عصرنا الحاضر.
ونحن في مطلع الحديث ينبغي أن نركز على عنصر مهم في استمرارية هذه الحركة ونزاهتها، ألا وهو عنصر الاستقلال عن السلطة وعدم الحاجة إليها، وإذا كان للعامل السياسي دور في النهضة العلمية الموفقة للمراكز الدينية عند الإمامية فذلك يعود إلى وفاء شخصي نستطيع أن نعبر عنه بالولاء العميق لتلك الأبوة، أو إيمان بدور النيابة العامة عند الإمام المعصوم وقدسيتها، وعلى سبيل المثال فقد كان (عضد الدولة البويهي) من تلامذة الشيخ المفيد، محباً للفضلاء، مشاركاً في عدة فنون، شاعراً أديباً، وكان يعظم الشيخ المفيد غاية التعظيم، وكان قصره محط كبار رجال العلم والأدب، كما شيّد المستشفيات التي من أشهرها (المستشفى العضدي) ببغداد الذي يقول فيه ابن خلكان:
(ليس في الدنيا مثل ترتيبه، وأعدّ له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه) (1).
ومن الطبيعي أن تنعكس آثار هذا الوفاء على النهضة العلمية الموفقة.
ونظير هذا الولاء ما نشاهده من خضوع الدولة الصفويّة بزعامة الشاه (طهماسب) الصفوي للمحقق الكركي، وهو علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي المتوفى سنة 940هـ، الذي كان يقول بولاية الفقيه، وقد أدار البلاد استناداً إلى مقام النيابة العامة للإمام المعصوم.
يقول الشيخ يوسف البحراني في ذلك: (جعل الشاه طهماسب الصفوي أمور المملكة بيده، وكتب إلى جميع الممالك بامتثال ما يأمر به الشيخ المزبور، وأن أصل الملك إنما هو له، لأنه نائب الإمام عليه السلام، فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتباً بدستور العمل في الخراج، وما ينبغي تدبيره في أمور الرعية) (2).

المراكز الرئيسية للفقه الإمامي:


يمكن تقسيم هذه المراكز إلى مجموعتين: عهد الأئمة، وعهد الفقهاء.
ففي عهد الأئمة عليهم السلام كانت المدينة المنورة، والكوفة مركزين مشهورين لانتشار الفقه الإمامي أما في عهد الفقهاء فكانت المراكز الدينية هي:
1- مركز بغداد: وقد ازدهر في عهد الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي.
2- مركز حلب والشام: وتمثّل بإرسال السيد المرتضى تلميذه المقدم لديه حمزة بن عبد العزيز الديلمي المعروف بسلاّر إلى حلب ليقوم بوظيفة الإفتاء والتدريس والقضاء، وكذلك بجهود الفقيه الشيخ أبي صلاح الحلبي، وأبي المكارم ابن زهرة الحلبي.
3- مركز النجف: وقد ازدهر في عهد مؤسسه الشيخ الطوسي الذي هاجر من بغداد إلى النجف، وكلما اشتهر مركز آخر لفترة عاد مركز النجف ليحتل موقعه من الأهمية بعد ذلك.
4- مركز الحلة: ومن أشهر أعلامه ابن إدريس صاحب السرائر، والمحقق صاحب الشرائع، وابن فهد، والعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر.
5- مركز كربلاء: وقد ازدهر على يد الوحيد البهبهاني.
6- مركز قم: وقد تأسس على يد الشيخ عبد الكريم الحائري، وهو الآن يضاهي المراكز العلمية الأخرى للإمامية.
إلى جانب مراكز أخرى مثل أصفهان وخراسان والري.

مركز كربلاء:


بزغ نجم كربلاء كمعهد علمي للفقه الإمامي في عصر الوحيد البهبهاني، وأصبح هذا المركز ينافس النجف الأشرف لفترة طويلة.
لقد أصبحت هذه المدينة المقدسة مكتظة بالفطاحل ومشحونة بالنوابغ من أمثال الوحيد البهبهاني، والشيخ يوسف البحراني، وصاحب الرياض، وصاحب الضوابط، والسيد المجاهد، وشريف العلماء.
وفي فترة زعامة السيد محمد المجاهد، حضر الشيخ مرتضى الأنصاري (1214-1281) مع والده إلى كربلاء، واستفاد من درسه لمدة أربعة أعوام، حتى حدثت الفتن في كربلاء أيام الوالي داود باشا، حيث غادر ليعود ثانية -بعد سنتين- ليكمل دراسته هناك.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن البنية العلمية للشيخ مرتضى الأنصاري اكتملت في هذه الفترة.

الظروف العصيبة التي مرت بها كربلاء:


وبمناسبة الفتن التي أرغمت الشيخ الأنصاري على مغادرة كربلاء، لا بأس بأن نتعرض إلى الهجمات على هذه المدينة المقدسة، وانعكاس ذلك على الحركة العلمية فيها.
ففي العصور القديمة كانت حملة المتوكل العباسي، حيث منع محبّي أهل البيت (ع) من زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وجعل عقوبة الزائر قطع يده للمرة الأولى، ورجله للمرة الثانية، وهدم البناء الذي كان على القبر الشريف، وأرسل الثيران لتحرث الأرض.
أما في العصور القريبة فقد تعرض المرقد الحسيني الشريف لهجمات وحشية ثلاث:
1- حملة الوهابيين: وكانت يوم 18 ذي الحجة سنة 1216 هجرية أيام علي باشا، وكان حاكم كربلاء عمر آغا، حيث قتلوا كل من كان لائذاً بالحرم الشريف، ودامت هذه الحملة ست ساعات.
2- حملة نجيب باشا: وكانت يوم عيد الأضحى سنة 1258 هجرية، حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء ثلاث أو أربع ساعات استباحة كاملة.
3- حملة النظام الصدّامي الحاقد: يوم النصف من شعبان سنة 1411 هجرية، وكانت العملية بقيادة حسين كامل الذي لقي حتفه على يد رأس النظام لاحقاً، وصدقت النبوءة الكريمة (من أعان ظالماً سلّطه الله عليه).
والذي يدعو للإستغراب أن الحملات الثلاث كانت في مناسبات أعياد دينية يعتز بها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
ولم تكن الحملة الثانية قضية عابرة، بل راح بعض الحاقدين من الشعراء يسجلها في مقطوعة شعرية، كما فعل (عبد الغفار الأخرس) في قصيدة بالمناسبة.
إذ لم يكن قد مضى على غزو الوهابيين غير 42 سنة حتى هاجم نجيب باشا مدينة كربلاء لقمع المتمردين وفتك بهم نجيب باشا فتكاً ذريعاً، حيث نهبت البيوت وهتكت أعراض النساء.
يقول فيها الشاعر:
لقد خفقت في النحر ألوية النصر * وكان انمحاق الشر في ذلك النحر
علت كلمات الله وهي علــية * بحـد العوالــي والمهندة البتر
وكرّ البلا في (كربلاء) فأصبحت * مواقف للبلوى ووقفاً على الضر
وعادلهم هذا الـوزير بـعدله * وحاشاه من ظلم وحاشاه من جور
تلاطم فيها الموج والموج من دم * تلاطم موج البــحر في لجة البحر

فلاذوا بقبر ابن النبي مـحمد * فهـل سُر في تدميرهم صاحب القبر

ثم يختم بقوله:
ولازال في عيد جديد مؤرخاً * (فقد جاء يوم العيد بالفتح والنصر) 1258
وقد اشتملت هذه القصيدة على أبشع ألوان التشفي والوحشية، وإبراز الأحقاد الكامنة في النفوس.

أعلام كربلاء


لسنا بصدد استقصاء الشخصيات العلمية اللامعة التي أثرت الحركة العلمية في كربلاء، وساهمت في عطاء هذه المدينة المقدسة، وانما نذكر أشهر الأسماء في العصور المختلفة. (3)
1- الوحيد البهبهاني.
2- الشيخ يوسف البحراني.
3- الأمير السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض (وهو ابن أخت الوحيد البهبهاني).
4- السيد صاحب الضوابط، وإليه ينتمي آل القزويني في كربلاء.
5- السيد محمد المجاهد بن السيد مير علي صاحب الرياض.
6- شريف العلماء المازندراني، الذي توفي بمرض الطاعون سنة 1245.
7- السيد مهدي بحر العلوم.
8- الشيخ مرتضى الأنصاري.
9- الشيخ محمد تقي الشيرازي، قائد ثورة العشرين.
10- السيد حسين الطباطبائي القمي.
11- السيد محمد هادي الميلانـي.
12- السيد ميرزا مهدي الشيرازي.
13- السيد محمد الشيرازي.
والآن نحاول أن نلم إلمامة موجزة بأحوال بعض هؤلاء الأعلام:

الوحيد البهبهاني


محمد باقر بن محمد أكمل، مجدد المذهب الإمامي في القرن الثالث عشر الهجري، أي في بداية 1200، ولد في أصبهان سنة 1118هـ، ثم انتقل إلى كربلاء، نشر العلم هناك، توفي سنة 1208هـ (4)، ودفن في الحائر الحسيني مما يلي أرجل الشهداء.
من تآليفه:
1- شرح لمفاتيح الشرايع للفيض الكاشاني.
2- حواشي على مدارك الأحكام.
3- الإجتهاد والأخبار.
ترجمه المحدث النوري في الفائدة الثالثة من (خاتمة مستدرك الوسائل 3/384 الطبعة الحجرية) فوصفه بـ (الاستاذ الأكبر، مروج الدين في رأس المائة الثالثة عشرة)
ثم نقل عن الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل:
(فقيه العصر، فريد الدهر، صاحب الفكر العميق، والذهن الدقيق، صرف عمره في اقتناء العلوم واكتساب المعارف الدقائق، وتكميل النفس بالعلم بالحقائق، فحباه الله باستعداده علوماً لم يسبقه فيها أحد من المتقدمين، ولا يلحقه أحد من المتأخرين إلا بالأخذ منه، ورزقه من العلوم مالا عين رأت ولا أذن سمعت...) صنف ما يقرب من ستين كتاباً. (5)

الشيخ يوسف البحراني


ولد بقرية ماحوز، في البحرين سنة 1107هـ، كان ابن خمس سنين حيث بدأت الفتن والاضطرابات الداخلية في البحرين، منها الحروب القبلية بين (الهولة) و (العتوب) التي استمرت سنين.
لم تنته هذه المشكلة إلا ودُهم أهالي البحرين بأعظم وأخزى، حيث هجمات الخوارج على البحرين كرة بعد أخرى، مما اضطر وجهاء البلد ومنهم والد الشيخ يوسف إلى الفرار، فهاجر إلى القطيف، وخلّف الشيخ يوسف في ذلك المأزق الحرج والموقف الرهيب.
ومع كل هذه المحن فهو عصامي ملئت حياته بالبلايا والمصائب والمحن، فهو ابن الشدة والظروف القاسية.
وأجل ظاهرة تلفت أنظار الباحث وتشد عزم المحقق اهتمامه بالعلم والبحث والتنقيب رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها.
وأردّد مع المحقق الجليل السيد عبد العزيز الطباطبائي (ره): (فسبحان خالق تلك النفس الجبارة التي لا تعرف السأم ولا الملل، ولا يعيقها شيء... فقد أنتج من بين تلك الظروف وهاتيك الأدوار كتباً قيّمة ناهزت الأربعين).
توفي 4 ربيع الأول سنة 1186 عن عمر ناهز الثمانين بعد أن ترك تراثاً علمياً ضخماً أهمه (الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة).

كربلاء على عهد الوحيد البهبهاني والبحراني:


كانت كربلاء على عهد الوحيد البهبهاني تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية وأعلامها الفطاحل، لقد بلغت ذرى عزها الشامخ، وكانت تطفح بأعلام الأمة وكبار المجتهدين، وأفذاذ المحققين ممن انعقدت عليهم تيجان العلم، ورفّت عليهم ألوية الفضيلة.
وعندما حلّ بها الشيخ يوسف البحراني بعد رحلة طويلة من البحرين إلى إيران ثم إلى كربلاء ازدادت الحركة العلمية نشاطاً ونضجاً، فقد كان للشيخ يوسف صيتٌ شامخ في الأوساط العلمية، عرفه أقرانه بغزارة العلم، والتضلّع في فنون المعرفة، والتبحر في الفقه والحديث.
فما أن استقر في كربلاء حتى رحّب به العلماء، واستبشر به طلاب العلوم الدينية خيراً، وحضر بحثه عدد غير يسير من المحققين منهم:
1- السيد مهدي بحر العلوم، ولد في كربلاء سنة 1155، وتتلمذ على والده وعلى الشيخ يوسف البحراني، ثم هاجر إلى النجف عام 1169، ثم رجع إلى كربلاء وتتلمذ على الوحيد البهبهاني.
ثم عاد إلى النجف وشغل فيها منصب الزعامة العامة بعد وفاة أستاذه البهبهاني، وانفرد بكرسي التدريس المطلق.
وتعد أيامه من أسخى الأيام عطاءً، وهو نتاج المدرستين: كربلاء والنجف.
كان والي العراق إذ ذاك سليمان باشا الشهير، وأمير العرب حمد آل حمود شيخ خزاعة المشهور بدهائه ومواهبه العظيمة، وقد استغل الوضع العام لصالح الفكر الإمامي.
وفي ذلك يقول السيد محسن الأمين: (كان يفتخر السيد بحر العلوم بمزايا عصره، ويرى أنه غرّة شاذة في جبين العصور).
2- محمد مهدي النراقي مؤلف الموسوعة الفقهية القيمة (مستند الشيعة).
3- السيد مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني الشهيد سنة 1216 في حملة الوهابيين.
4- السيد مهدي الشهرستاني.
وهؤلاء يعبر عنهم بـ (المهديّون الأربعة).
5- السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض، وهو الشرح الكبير على (شرايع الإسلام).
6- المحقق القمي، ميرزا أبو القاسم صاحب (قوانين الأصول).
7- أبو علي الحائري، مؤلف (منتهى المقال في علم الرجال).
ومن غريب ما نلاحظه أنه لم يسلم هؤلاء الفطاحل من الاضطهاد والمطاردة، ومواجهة الصعاب، وكأن الدهر بالمرصاد لهؤلاء القمم الشامخة التي يعتز بها الإسلام والمسلمون.
وبالمناسبة نشير إلى قصيدة البحراني في وصف المحن التي مرّ بها، وقد بعث بهذه القصيدة إلى إخوته يشكو إليهم حاله ويصف لهم الملمّات التي حلّت به يبدأها بقوله:
ألا من مبلغ عصر الشبـاب * وشباناً بـه كانوا صحابــــي
ثم يعرج على المحن فيقول:
وقد أصبحت في دهر كنـود * به الغارات تشعـل بالتهــــاب
وقد خلت المساكن من ذويها * فراراً في الوهاد وفي الهضــــاب
مصائب قد غدت منها دواماً * دموع العين تجري بانسـكـــاب
علتني نارها فغـدوت منـها * طريداً في الصحاري والشعـــاب
وأعظم حسرة أخنـت فؤادي * تفرّق ما بملكي من كتـــــاب
لقد ضاقت عليّ الأرض طـراً * وسدّ عليّ منها كل بـــــاب
طوتني النائبات وكنت نـاراً * على علم – بها طيّ الكتــاب... (6)

مما تقدم نستنتج أنه:
- نضجت الحركة العلمية وازدهرت في عصر البهبهاني والبحراني.
- المناقشات بين الأصوليين والأخباريين.

دارت بين الوحيد والبحراني مناظرات عليمة راقية، ربما استوعب بعضها الليل كله، وقد ذكرها السيد حسن الصدر في (بغية الوعاة)، فكانت المعركة الفكرية القائمة على ساحة كربلاء بين الأصوليين برئاسة الوحيد البهبهاني والأخباريين برئاسة الشيخ يوسف البحراني.
وينقل الشيخ عبد الله المامقاني أن الوحيد البهبهاني ألقى بكل ثقله في هذه المعركة وصمم بكل عزيمة على كسب الجولة حتى أنه اعتلى منبر درس الشيخ يوسف البحراني وباحث تلامذته مدة ثلاثة أيام، فعدل ثلثا التلاميذ إلى مذهب الأصولية.
وعلى حد تعبير زميلنا الدكتور الفضلي فقد انتهت هذه المعركة الفكرية في كربلاء بفضل موقف الشيخ البحراني المعتدل (7).

السيد محمد المجاهد


هو السيد محمد نجل السيد علي صاحب الرياض، وسبط الوحيد البهبهاني، حضر أبحاث والده العظيم حتى بلغ مرتبة الإجتهاد.
كان في كربلاء مسقط رأسه إلى أن وقعت حملة الوهابيين والتي هاجر على إثرها إلى إيران وحل في أصفهان، بقي 13 سنة زعيماً دينياً إلى أن جاءه نعي والده سنة 1232 فغادر أصفهان إلى كربلاء، فأصبح مرجعاً عاماً هناك.
ربّى عدداً من العلماء منهم الشيخ مرتضى الأنصاري، مجدد المدرسة الأصولية، له (المناهل) و (الوسائل) و (المصابيح) و (الأغلاط المشهورة).

الهوامش

  • 1- تاريخ الإسلام، للدكتور حسن إبراهيم حسن، الطبعة العاشرة ج3/5.
    2- لؤلؤة البحرين، للشيخ يوسف البحراني، ص153، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم - بيروت دار الأضواء 1406.
    3- لم نضع الألقاب المناسبة أمام هذه الشخصيات اللامعة، لأنهم في غنىً عن أمثالها، وإنما يحتاجها المغمورون حتى يتعرف الناس من خلالها على مقامهم العلمي.
    4- الكنى والألقاب 2/110.
    5- خاتمة المستدرك 3/384، والذريعة 1/269 و14/75، وتنقيح المقال ج2/ ترجمة البهبهاني.
    6- الكشكول ج2/237.
    7- تاريخ التشريع الإسلامي ص451.