الشفاعة
حقيقة الشفاعة
1.
أ- تصّرف العلل والأسباب في الموجودات المعلولة (توسط في التصرف): شفاعة في موارد المسببات بإذن الله تعالى، التوسط في إيصال الخير أو دفع الشر لا ينافي التصرف الربوبي المطلق، لأنه ينتهي إلى إذن الله ويعتمد على مشيئة الله تعالى/ القيومية المطلقة لله/ ولا قيومية إلا قيوميته المطلقة.
الشفاعة التكوينية
: توسط الأسباب في عالم التكوين فالشمس تشرق وتكون سببا ً للحرارة والضياء ونمّو النباتات، والماء يكون أساسا ً للحياة، والجاذبية تحفظ المجموعة الشمسية، كل هذه الأمور وسائط في ايصال الخير والنفع للبشر.
السبب التكويني سمّاه الله سبحانه (شفيعا ً)، وإنما سميت العلل الكونية شفيعا ً/ لأجل أن تأثيرها يتوقف على إذنه سبحانه، فهي لا تؤثر باستقلالها بل بإذن الله.
ب- حقيقة هذه الشفاعة أن تصل رحمة الله ومغفرته وفيضه إلى عباده عن طريق أوليائه وصفوة عباده.
كما أن الهداية الإلهية تصل عباده في هذه الدنيا عن طريق الأنبياء والكتب السماوية، كذلك تصل مغفرته إلى العصاة من عباده يوم القيامة عن الطريق نفسه.
دعاء النبي (ص) يقع في سلسلة العلل.
آيات الشفاعة
إذا تتبعّنا موارد استعمال الشفاعة في القرآن الكريم نجد أن الباري جل وعلا يقسّمها إلى طائفتين:
1- شفاعة مرفوضة وتشمل: (أ- الشفاعة التي كان يعتقدها اليهود/ ب- شفاعة الأصنام/ ج- الشفاعة في حق الكفار).
أ-
ب- عرب الجاهلية كان يعبدون الأصنام لاعتقادهم شفاعتهم فجاء القرآن ينفي ذلك،
ج-
2- شفاعة مقبولة: أ- شفاعة الله / ب- شفاعة من أذنَ له / ج- شفاعة الملائكة وحملة العرش.
أ-
ب- الشفاعة لغيره بإذنه سبحانه /
ج-
والخلاصة أن الآيات السابقة تثبت الشفاعة بإذن الله جل وعلا لمن ارتضاهم وأذن لهم، وهل يشك أحد أن محمدا ً (ص) وعترته الطاهرة جاهدوا في الله حق جهاده حتى ارتضى دينهم وسلوكهم، فكانوا القدوة لكل أبناء البشر؟!